قيود الزمان





ستارة الغرفة تتحرك .. منفضة السجائر لم تعد تتسع


ونقال لاتعرف سنة صنعه .. ونصف فنجان


 

قهوة على الطالولة



بدون سكر .. أحبها بلا سكر



هواء الغرفة ممزوج بالدخان والعطر والأوكسجين ..



أريد غرفتي كما هي .... عندما يصل



أسمع قرقعة أصابعه ..أزيز كرسيه الهزاز



لازالت أنفاسه تغطي المكان



رنة ضحكته تدق في رأسي ..دق الصولجان



تجولت في المكان



لأطمئن بأن كل شيء كما هو منذ رحل



وضعت نصف مرآتي المكسور على جانب الطاولة



شعرة بيضاء في شعرك ..



لا تكذبي فأنا لا زلت شاباً



أقسم أني رأيتها بيضاء




هات المرآة ..أترين .. شعري ككحل العين




تحركت ستارتي..رماد السجائر تتطاير في الهواء



ركضت لأغلق نافذتي قبل أن تتبعثر رائحة الدخان





أغلق النافذة...أشعر بالبرد






إلامَ تنظر ؟؟ تأخرت



بماذا تحدق؟؟ بتلك الفتاة ؟؟



أنا لست أنظر إليها



بلى




رأيتك بعيني .. تنظر إلى فستانها المزركش

 


والله لم أنظر ..تعالي إلي ولا تغضبي



تعلمين انك الحياة ونبضي





وأنتِ الممات وفيكِ النجاة




إياكَ أن تنظر ثانية لأخرى ..وإلا..





أقسم أني لا أرى غيركِ .. عيونك أرضي ومسكني





وشعرك المسدول سمائي




 

جلست على طرف السرير



سمعت منادياً يقول ..تعالي





تعالي انظري إلى ما عبثت به يد الزمان





بحثت عن الصوت في أركان غرفتي ...




أسمعه من فوق الطاولة



جنب الكتاب



إنه نصف مرآتي المكسور



نظرت إلى وجهي في المرآة




عرفت ما عبثت به يد الزمان



رأيت البياض مع السواد




رأيت الخطوط تغطي الآمال



وجدت سنيناً تخبت بين الثنايا



وعاد الصوت :





كفاكِ...كفاكِ فانت لست بأكثر من هذا الكرسي





تجمدتِ في المكان وفي الزمان






سنين مقيدة لهذا المكان ...كفاكِ




وفكي وثاق القلب والوجدان



ولا تأملي ... فلن يعود




رميت مرآتي .. كسرت نصفها المكسور




حطمتها ... جرحت يدي ..

نزفت الحب من قلبي



بكيت ..


أيقنت بأنه لن يعود



غفوت



أفقت


وصدى الصوت يغطي المكان


 

لن يعود .. لن يعود



غفوت لعلي ... أنا لا أعود