كنوز من خارج مملكتي

رائعة عمر الخيام من ( رباعيات الخيام)

نمضي وتبقى العيشة الراضية

وتنمحي أثارنا الماضية

فقبل أن نحيى ومن بعدنا

وهذه الدنيا على ما هيه



***



طوت يد الأقدار سفر الشباب

وصوحت تلك الغصون الرطاب

وقد شدا طير الصبى واختفى

متى أتى يا لهفا أين غاب



***



الدهر لا يعطي الذي نأمل

و في سبيل اليأس ما نعمل

و نحن في الدنيا على همها

يسوقنا حادي الردى المعجل



***



أفق خفيف الظل هذا السحر

وهاتها صرفا وناغ الوتر

فما أطال النوم عمرا ولا

قصر في الأعمار طول السهر


***

يا دهر أكثرت البلى والخراب

و سمت كل الناس سوء العذاب

ويا ثرى كم فيك من جوهر

يبين لو ينبش هذا التراب



***



وكم توالى الليل بعد النهار

وطال بالأنجم هذا المدار

فامش الهوينا إن هذا الثرى

من أعين ساحرة الإحورار


***
عاشر من الناس كبار العقول

وجانب الجهال أهل الفضول

واشرب نقيع السم من عاقل

واسكب على الأرض دواء الجهول

***
 
لا تشغل البال بماضي الزمان

ولا بآتي العيش قبل الأوان

واغنم من الحاضر لذّاته

فليس في طبع الليالي الأمان

 
***
 
ويا فؤادي تلك دنيا الخيال

فلا تنؤ تحت الهموم الثقال

وسلم الأمر فمحو الذي

خطت يد المقدار أمر محال


**************************
 
من رائعة ابن زيدون
 
أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا، وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
 
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ، حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا

أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا

غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدهر آمينَا

فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛ وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا

بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا

نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا، يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا

حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا

ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما كُنْتُمْ لأروَاحِنَ‍ا إلاّ رَياحينَ‍ا

لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛ أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!

وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا

يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا

وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟

وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا

رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
 
كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته، بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا

كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ، زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا

لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً؛ وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
 
إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا
 
********************************
 
يــا عـــــــــازفَ النــــــــايِ صــوتُ النـــــــاي أَشجانــــي


قـــل أَنــــتَ بيتــــاً وخُـــــذْ مـــــــن آهـــــــتي الثـــــانـــي

مـــا كِــــدْتَ تنفــــــــخُ حتـــــــى باحَ مــــــــا كَتَمَــــــــتْ

أنفـــــــاسُ صـــــــدرِكَ مـــــن حـــزنٍ فـأبكانــــــــــــــــي


* * *

يـــا عــــــــازف النــــــــاي شَــــــــدْوٌ ذاك أَم نــــــوحُ ؟!

أَراك تبكــــــــــي، أعــــــــــزَّ القــــــــــول والبـــــــوح ؟!

أَضعــــــــــتَ خِـــــــلاًّ أَم الــــــدنيـــــــــــا بأكملهـــــــــا

أَم غــــــــــــارَ فيــــــــــــكَ إلى أَعماقـــــــــك الجرح ؟


* * *

يــــا عـــــــازف النــــاي ما أبكـــــــــاك أبكانـــــــــــــــــا

نبكـــــــــــي ديـــــــارا وأحبابـــــــــــا وجيرانـــــــــــــــا


 
ودّعتُـهــــــــــــــم سَحَـــــــــراً والمـــــر مـــــلء فـمــــــــي

والشـــــــــوق أوقـــــــــــدَ فـــي الأحشــــــــــــــاء نيرانـــــــــا


* * *

يـــــــا عــــازف النـــــــاي قـــــــــــل للنـــــــــاي عن ألَـمـــــي

وصِـــــــــفْ سيــــــــولا جـــــرَتْ مــن أَدمعــي ودمــــــي

لعــــــلَّ لحنــــــك يحكــــــــــي مــــــــــا أُحـــــــــــــسُّ بـــــه

فاللحـــــــــــن أَبلــــــــــــغ تعـــــــــــــبيرا مـــن الكَلِــــــــــم

* * *

يــــــــــــا ساكــــــب الدمـــع جـــفَّ الدمــــع من عينـــي

ظمئــــتُ فابحــــث بهــــــذا القفـــــــــــــر عــــــــــن عيـــــن

لمـّــا تخافـَــــــتَ صوتــــــــــي فـــــــــــي مسامعهــــــــــــــم

أرسلـــــــــتُ أَســــــــــــــألُ عــــــــــــن أخبـــــارهــــم عينــــي

* * *

يــــا ساهـــــــــد الطّــــْـرف أَمســـــى فيَّ مـــــــــا أمسى

المــــــوتُ قــــاسٍ، ولكـــــــــنْ هجرهـــــــــــــم أَقســــــــى


أَمَـــــــا سألـــــتَ نجــــــــــوم الليــــــل كيــــــــف مضــى

ليــــــــلٌ علـــــــــى المــــرءِ لا يغفـــــــــــــو ولا ينسى ؟!

* * *

دارِ الجـــــــراحَ فــــــلا يــــــدري بهـــــــــــا بشــــــــــــرُ

وقُــــلْ لنفســـــك ذا مــــــــــــا شـــــــــــــــــــاءه القـــــدر

واصبـــــر فـــــإنَّ همـــــوم النفــــــــــــس تفتنهــــــــــــــا
فخــــــــــيرة الخلــــــــق نالــــــوا الخيـــــــر إذْ صبروا !!

************************************

ثورة الشك – لعبد الله الفيصل


أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِي لأَنِّي


أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّي


يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خِنْتَ عَهْدِي


وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ وَلَمْ تَصُنِّي


وَأنْتَ مُنَايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بِي


ِإلَيْكَ خُطَى الشَّبَابِ المُطْمَئِنِّ


وَقَدْ كَادَ الشَّبَابُ لِغَيْرِ عَوْدٍ


يُوَلِّي عَنْ فَتَىً في غَيْرِ أَمْنِ


وَهَا أَنَا فَاتَنِي القَدَرُ المُوَالِي


بِأَحْلاَمِ الشَّبَابِ وَلَمْ يَفُتْنِي


كَأَنَّ صِبَايَ قَدْ رُدَّتْ رُؤاهُ


عَلَى جَفْنِي المُسَهَّدِ أَوْ كَأَنِّي


يُكَذِّبُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ قَلْبِي


وَتَسْمَعُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ أُذْنِي


وَكَمْ طَافَتْ عَلَيَّ ظِلاَلُ شَكٍّ


أَقَضَّتْ مَضْجَعِي وَاسْتَعْبَدَتْنِي


كَأَنِّي طَافَ بِي رَكْبُ اللَيَالِي


يُحَدِّثُ عَنْكَ فِي الدُّنْيَا وَعَنِّي


عَلَى أَنِّي أُغَالِطُ فِيكَ سَمْعِي


وَتُبْصِرُ فِيكَ غَيْرَ الشَّكِّ عَيْنِي


وَمَا أَنَا بِالمُصَدِّقِ فِيكَ قَوْلاً


وَلَكِنِّي شَقِيـتُ بِحُسْنِ ظَنِّي


وَبِي مَمَّا يُسَاوِرُنِي كَثِـيرٌ


مِنَ الشَّجَـنِ المُؤَرِّقِ لاَ تَدَعْنِي


تُعَذَّبُ فِي لَهِيبِ الشَّكِّ رُوحِي


وَتَشْقَى بِالظُّنُـونِ وَبِالتَّمَنِّي


أَجِبْنِي إِذْ سَأَلْتُكَ هَلْ صَحِيحٌ


حَدِيثُ النَّاسِ خُنْتَ؟ أَلَمْ تَخُنِّي

***************************
من روائع الشافعي


اذا المـرء لا يرعـاك الا تكلفـا



فدعـه ولا تكثـر عليـه التاسفـا


ففي الناس إبدال وفي الترك راحة


وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا


فما كل من تهـواه يهـواك قلبـه


ولا كل من صافيته لك قـد صفـا


اذا لم يكن صفـو الـوداد طبيعـة


فلا خيـر فـي ود يجـيء تكلفـا


ولا خير في خـل يخـون خليلـه


ويلقاه مـن بعـد المـودة بالجفـا


وينكر عيشـا قـد تقـادم عهـده


ويظهر سرا كان بالامس قد خفـا


سَـلامٌ عَلى الدُّنْيـا إِذَا لَمْ يَكُـنْ بِـهَا


صَـدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَـا



*****************************
 
لا تبك من أمواتـــــــــــــــهم أحياء ُ



لملم دموعــــــــــــــك لا يفيد بكاء ُ






الأرض تعــــــــبق بالدماء زهورها


و على الكواكب يكبر الشــــــــهداء ُ






و تراب غزة غيــــــــــــــمة قدسية


تطأ الـــــــــــــسماء و أنجم و سناء ُ






و دم الشـــــــهيد حمائم تعلو الذرى


و كواكب عند الظـــــــــــلام تضاء ُ






لا تبك ... فالأرض الرحيمة أشرقت


و تنفســـــــــــت في خدرها الأنواء ُ






و النائمــــــــون ، الخانعون قلوبهم


في غيــّـها و وجوهـــــــهم سوداء ُ






في كل عاصــــــــــمة حمار ساذج


و بكل أرض خـــــــــــــيبة رعناء ُ






رؤساء لكن كالحــــــــــذاء عقولهم


صدأ ٌيطوق نتــــــــــــنها و غباء ُ






يقفون كالطاعـــــون فوق صدورنا


جثت تفسـّـخ ريحـــــــــــها و وباء ُ






الله أكبر ، فوق كل مــــــــــــــنافق


ما زال يحمل نبضـــــــها الشرفاء ُ






يا أهل غزة يا رجاء دمـــــــــوعنا


يا موعدا تهـــــــــــــفو له الأهواء ُ






لولاكم ُما أشــــــــرقت شمس هنا


أبدا و لا ارتفعـــــــت هناك سماء ُ






إن الحيــــــــــــــــــاة كرامة لكننا


من دونكــــــــــــــم يا أهلنا جبناء