السبت، ١٧ نيسان ٢٠١٠

من ذا يعيرني عينه أبكي بها





خوف ورهبة وبعض الغربة



أرى وجوها لم أعتدها



ونظاما جديدا لم اعهده



المكان .. نفس المكان



والزوايا لم تتغير



وبعض العروق لا زالت تنبض بذات النبض



جفاء وبرود وبعد



ربما هو العتب



ولكن .. التمس العذر يا حضرة القضاة



فلا يؤلم الجرح إلا من به ألم



أشعر بأني عجوز في أواخر تسعيناتها



تبحث عن طيف الشباب



مع انها تدرك انها أصبحت ذميمة من تجاعيد الحياة على وجهها



ولم يعد لها من رونق العمر شيء يذكر



ومع ذلك



تعود إلى تلك المحطات التي كانت تقف فيها أيام الشباب



تلك الأيام التي كانت تنتظر فيها الرفاق



وكانت تراقب الحاضرين والغائبين من الأصدقاء



تلك المحطات .. عدت إليها



انا تلك التسعينية الملامح



فوجدتها قد اعتلاها الغبار



وعوت فيها الرياح



واستبدلت بمحطات جديدة



لاروح فيها ولانبض انسان



بكيت عليها



ذرفت دموعي



ولكن لم يسمعني غيري



ولم تعد الروح إليها ببكائي



ناديتهم بكل قوتي



ولكنني



تفاجأت أن صوتي مبحوح



بل إني فقدت صوتي



ذاك الذي كان يصدح في كل الأرجاء



لم يعد يسمعه غير أذني



تذكرت انني تسعينية الأوراق



عدت ادراجي فلم أستطع البقاء



ولِمَ أبقى



وأنا لم تبصرني غير عيوني



شعرت برغبة بالبكاء



ويحي



متى لم احتج البكاء



ولكن



لم أجد دموعي



جفت دموعي كما جفت أوراقي



نعم أذكر ولم أنسى



وقفت ألملم نفسي



فوجدتني :



عجوز تسعينية لا دموع في عينيها



غريبة وحيدة حائرة



تملأوها الذكريات المجنونة



تأمل بأن يعود المستحيل



تدندن أشعار الماضي السحيق



وتتمنى البكاء









من ذا يعيرني عينه أبكي بها



أرأيت عيناً للبكاء تعارُ ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق